الاثنين، 29 أغسطس 2016

التعليم من المنزل والثورة على جدران المدرسة


مقال للدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي 
بعنوان : التعليم من المنزل والثورة على جدران المدرسة
 المصدر : موقع للعِلم - Scientific 
 -------------------------------------- 

 ربما تكون ثورة لبنى عفيفي، والدة الطفلة مارية ذات الثمانية أعوام، ضد أنماط التنميط والقولبة التى تفرزها أنظمة التعليم التقليدي، هي ما دفعها إلى التحرر من قيودها. اتخذت لبنى قرارًا مصيريًّا باخراج ابنتها مارية من المدرسة وتحمُّل مسؤولية تعليمها من المنزل.

 تقول لبنى عفيفي: "تقنيات الاتصال تتطور بشكل سريع للغاية، ولا بد أن نوفر لأولادنا زادًا من المهارات تؤهلهم للتعامل مع هذا التطور"،

 وتضيف: أردت أن أتيح لصغيرتي نمط حياة ممتعًا وثريًّا عبر الترحال والاستشكاف. عرضت لبنى، مع مارية، تجربتهما في منتدى عُقد لتناول هذه القضية في مركز الزيتونة بالعاصمة المصرية، القاهرة، للرد على استفسارات المتعطشين لمعرفة المزيد عن هذا النوع من التعليم.

 تقضي لبنى وقتها في الترحال بين القاهرة ومحافظات أخرى، كى تفتح بابًا جديدًا وغير تقليدي أمام صغيرتها للمعرفة والتعلُّم عبر الاحتكاك المباشر بالبشر والأماكن. قد ترى مارية في الصحراء تهرول خلف الأغنام مثل أبناء البدو، فتتعلم أسرار الطبيعة، أو تحمل حقيبتها لترافق والدتها إلى البحر الأحمر، كي تمارس رياضة الغطس بين الشعاب المرجانية، وما إن تنتهى من ممارسة هوايتها، حتى تنتقل لمكان آخر بغية تعلُّم فن حياكة السراويل البدوية الملونة، وذلك قبل أن يأتي موعد درس اللغة الإنجليزية مع معلمتها الأوروبية التي تركت بلادها وجاءت إلى مصر كى تستقر في تلك البقعة الهادئة من المعمورة.

 تقول لبنى: "لم أرد أن أثقل كاهل ابنتي بالأعباء الدراسية اليومية في ظل منظومة تعليمية متهالكة، حيث تتآكل حقوق الطفل في اللعب والاستمتاع، والتعلُّم من الحياة التي تُعَد أكثر الوسائل التعليمية تأثيرًا".

 ولضمان حصول ابنتها على شهادة تعليمية، قامت بإلحاقها بأحد البرامج المعتمدة في الولايات المتحدة الأمريكية، والمخصصة للأطفال الراغبين في التعلُّم من المنزل Homeschooling، فضلًا عن أنه يتيح للملتحقين به متابعة دراستهم الجامعية في أي مكان في العالم. توافق الدوافع والأسباب تختلف دوافع أولياء الأمور الراغبين في إلحاق أبنائهم بهذا النوع من التعليم.

تفيد دراسة أجراها الباحث كيرت بومنج Kurt J. Baumanhg تحت عنوان "التعليم المنزلي بالولايات المتحدة.. الخصائص والاتجاهات" أن 50,8 % من هؤلاء يعتقدون أن هذا النوع من التعليم يفوق التعليم المدرسي، بينما يلجأ 33% آخرون لهذا الشكل من التعلم لأسباب دينية، ويرفض 29% منهم البيئة المدرسية، في حين يرفض حوالي 14.4 % محتوى المناهج الدراسية، وأخيرًا يعتقد 11.5% بتدني مستوى المؤسسات التعليمية.

 وهو ما قد يعكس بشكل كبير -رغم اختلاف ظروف الزمان والمكان- ذات الأسباب والملابسات التي تدفع بعض الأسر المصرية لاختيار هذا النوع الجديد من التعليم. وعلي صعيد آخر، يتبنى البعض فكرة ضرورة وجود المدرسة في حياة الطفل، حيث ترى الدكتورة هالة حماد -استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، وزميلة الكلية البريطانية للطب النفسي- أن ذهاب الطفل إلى المدرسة يُكسبه مهارات اجتماعية، كالتواصل مع الآخرين والعمل الجماعي والتعايش مع المجموعة، وغير ذلك من المهارات التي تحسن من مستوى ذكائه، وتزيد من تفاعله مع الواقع، وتؤهله فيما بعد للحياة الاجتماعية.

 وتضيف هالة حماد: "يفتقر الطفل الذي يتعلم من المنزل إلى هذه الفرص، بل وقد ينشأ معزولًا ومحرومًا من جزء مهم من ذكريات الطفولة التي تؤثر بشكل كبير علي سيكولوجيته وتكوينه". وتشدد حماد على أن الروتين اليومي الذى يفرضه اليوم الدراسي يغرس في الطفل قيمًا مثل الالتزام وضرورة تنظيم الوقت واتباع النظام. من جانبه، أكد كمال مغيث أن الذهاب إلى المدرسة يغرس في نفسية الطفل قيمًا كالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، لا سيما عندما تكون المدرسة مكانًا للقاء أبناء الطبقات المختلفة،

 ويضيف: "اللقاء اليومي في المدرسة ينعكس إيجابيًّا على حق المواطنة ونبذ الطائفية، خاصة عندما يلتقي الطفل المسلم مع زميله المسيحي". ويشدد مغيث على أن مجتمع المدرسة يولد نوعًا من التجانس في القيم الأساسية الداعية لنبذ العنف، كما أنها تعد مكانًا لغرس القدوة الحسنة في تفكير الطفل، فالمعلم القدوة قد يكون له أبلغ الأثر في تشكيل وجدان الطفل، بل إنه في أحيان كثيرة يكون أكثر تأثيرًا من الوالدين.

 وإذا كانت د. هالة حماد تتحفظ على توفير هذا النمط من التعليم إلا لشريحة صغيرة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كمرضى التوحد أو مَن يعانون ضعف التركيز أو الإعاقة الذهنية، يقترح مغيث أن يتم الدمج بين النظامين، التعليم المنزلي والمدرسي، فهو يرى أنه في خضم التطور التكنولوجي لا بد وأن تصبح المدرسة مكانًا للأنشطة وتنمية المهارات الاجتماعية فقط.

 للرد على استفسارتكم يمكنكم التواصل معنا على الارقام التالية: -
 ( 22914419 - 01061555586 - 01098564819 ) 022

 او عن طريق البريد الالكتروني 
dr.halahammad.bcc@gmail.com


 http://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/homeschooling-a-revolution-against-school-education/

7 نصائح لـ دينا الشربيني بعد انفصالها عن عمرو دياب: "اهتمي بمظهرك"

🌷🌷 مقال للدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للاطفال والمراهقين والعلاقات الاسرية العنوان : 7 نصائح لـ دينا الشربيني بعد انفصالها عن عمر...