الاثنين، 16 مايو 2016

من يحمى أطفالنا من قيم أفلام الكارتون “المدبلجة ؟ د.هالة حماد


‫#‏مقال‬ للدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي
في جريدة اخبار مصر / عن من يحمى أطفالنا من قيم أفلام الكارتون “المدبلجة ؟ 
------------------------------------------------------------------------

الكارتون..من أهم وسائل التسلية والترفيه لدى الطفل، وتعد مشاهدته مثل مكافأة للطفل يوميا من الأم والأب ،ولكنه الآن أصبح كارثة تهدد مستقبل فكر ووجدان الأطفال ، لما يحتويه من مشاهد عنف وتلميحات إباحية تمثل خطرا على ميول وفكر وأخلاق أبنائنا ،نظرا لأنها تحوى أفكارا غربية بعيدة عن بيئتنا وعاداتنا.

ورغم أن مصر اشتهرت ببرامج أطفال متميزة مثل “بوجي وطمطم،عمو فؤاد، بكار”، كانت تحمل الكثير من القيم والمبادئ للأطفال، إلا أنها اختفت عن الساحة اليوم بشكل تام، لتحل محلها العديد من البرامج وأفلام الكرتون الغريبة، فنجد بعض الشخصيات الكرتونية تردد ألفاظا مثيرة، وبعض القنوات تعرض مشاهد من فكر “متطرف ” ، وقنوات أخرى تحث على العنف والعدوانية.
وقد انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية دعوات تحذير جديدة من بعض الآباء والأمهات عن لقطات من قنوات أطفال عربية ،يشاهدها الأطفال المصريون تعرض لقطات لشخصيات كارتون رجالية تقوم بتقبيل بعضها، إضافة إلى بعض الألفاظ النابية والخادشة.

كما تعرض إحدى القنوات عدة برامج غربية لا تتوافق مع البعد الثقافي العربي، بالإضافة إلى برنامج يعرض مسائل حسابية للأعوام الدراسية الأولى، لمدة ثلاثين ثانية، ومن يجيب بعد الثلاثين ثانية تتهمه المذيعة بأنه فاشل.

آراء الأمهات والآباء
وعن رأى الأباء والأمهات أكد عدد منهم أن قنوات وبرامج الأطفال تبث أفكارا خاطئة في أذهان صغارهم، فيما رأى آخرون أن بعض القنوات بها طائفية شديدة لا تتلائم مع أطفال،فتقول نعمت سيد”أم لثلاثة أطفال: “قنوات الأطفال أصبحت تحتوي علي مشاهد لا تتلائم مع صغار السن مطلقا، فنجد مشاهد إباحية أو ألفاظ خارجة ،ومعظم الأفلام الكارتونية يتم دبلجتها وتكون أوروبية المنشأ وتحتوى على العديد من المشاهد أو الايحاءات الجنسية التى لا تتناسب مع براءة الأطفال بالإضافة إلى العديد من مشاهد العنف التى يقوم الأطفال بتقليدها بشكل عفوى”.
ويرى هيثم الصعيدى”أب لولدين..موظف” ضرورة تشفير هذه القنوات التى تقدم مثل هذه الأعمال المنافية لبراءة الأطفال و التقاليد المصرية، مطالباً بضرورة إحكام الرقابة على المحتوى الذى يقدم عبر شاشات التلفزيون خاصة الذى يشاهده الأطفال.

وقال الصعيدى إن ما تقدمه هذه البرامج من محتوى غير لائق يقوم الأطفال بتقليده بعد ذلك، مشيرا إلى أنه يضطر في بعض الأحيان إلى حذف بعض القنوات التي تبث هذه الأفلام وتحديد قنوات كارتونية أخري ليشاهدها أبناؤه ،يثق في محتواها.

وتقول صفاء سعودى : “لدي ثلاثة أبناء ، وابنى الأكبر لاحظ أن شخصية كارتونية نجحت في الامتحان دون أن تذاكر بفضل عصا ساحر في القصة، وحاولت اقناعهم مرارا بأن هذه مجرد قصة خيالية، وليس لها أي أساس من الواقع”، وقالت إن المشكلة فى غياب برامج الأطفال وأفلام الكرتون الخاصة بنا، مما يعني أننا فقدنا الإبداع في تأليف مسلسلات للأطفال تحمل تراثنا وبيئتنا وثقافتنا.

وقد انتقد علماء النفس والتربية برامج الأطفال التي تبث على الفضائيات المختلفة،مؤكدين أنها تحتوي على مشاهد عنف والكثير من الألفاظ الخارجة ذات التأثير السلبي على الأطفال،وتزيد نسبة العنف والعدوانية بين الأطفال،وهو ما يظهر بوضوح من خلال حوادث العنف والتحرش في المدارس.

برامج غربية تخالف عاداتنا
وقالت الدكتورة هالة حماد، أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس- لموقع أخبار مصر – إن وجود مثل هذه المشاهد فى كارتون الأطفال يبدأ تأثيره على الأطفال ولكن على مراحل متدرجة،لأن الطفل فى مرحلة التكوين يتلقى معلوماته من الكارتون،ويبدأ فى تقليده بشكل تلقائي، ومع بداية فترات المراهقة يؤثر ذلك فى سلوكه ويبدأ فى التحول إلى التصرفات الشاذة.

وأضافت أنه من الخطأ الجسيم أن نترك أطفالنا للتلفزيون بشكل دائم، لأن أصول التربية الصحيحة أن الطفل له ساعتان فقط أمام التلفزيون، ويجب أن تكون تحت اشراف الأب والأم، ويتخللهما حديث وتعليمات إرشادية منهم بشكل هادئ ومنظم، لأن معظم برامج الأطفال الآن غير عربية وتنشر مفاهيم تخالف تقاليدنا وعاداتنا.

وقالت د.هالة حماد إنه يجب شغل وقت الطفل بأنشطة حقيقية، مثل الألعاب،والرياضة، والموسيقى، والفن، والهوايات التى تبنى شخصية الطفل وتوجهاته بشكل صحيح بعيدا عن الأفكار الغريبة التى تمحو شخصيته إن لم تكن تدمرها.

وشددت على أنه لابد من مراقبة الأسرة لكل ما يشاهده أطفالهم، مشيرة إلى ضرورة أخذ القيم الإيجابية من هذه الأفلام وتجاهل السلبى منها حتى لا يلتفت الطفل إليها.

وأكدت الدكتورة هالة أن الأطفال يتأثرون بجميع البرامج التي يشاهدونها، ومعظمها يبث طاقة سلبية للأطفال، مثل المارد، الذي يرسل المال إلى صاحبه دون عمل أو جهد، وتكمن الخطورة فى ترسيخ مفهوم عدم بذل أي جهد والحصول على الأحلام.

وانتقدت عدم وجود الإبداع المصرى في برامج الأطفال،واقتصار دورنا فى مصر على نقل البرامج دون تعديل فيها الا الترجمة فقط للبرامج التي تحمل طابعا غربيا أو خليجيا، وتبث أفكارا غير مواءمة مع الثقافة المصرية.

وطالبت بالعودة الى انتاج برامج تحمل طابعا مصريا يرسخ فى الطفل القيم والاخلاق مثلما كانت فى بكار وبوجى وطمطم.
تشجع على العنف

ويؤكد هانى هلال،أمين عام الائتلاف المصرى لحقوق الطفل – لموقع أخبار مصر – أن برامج الأطفال تدس السم فى العسل لاطقالنا،مشيرا الى أن البرامج الموجودة الآن تشجع الأطفال على العنف.

ونبه الى وجود لعبة منتشرة حاليا على مواقع الانترنت باسم “أنت داعشي” وألعاب أخرى بنفس الشكل تسوقها أمريكا على شبكة الانترنت في المنطقة العربية،وشدد على ضرورة وجود رقابة على هذه الألعاب التي تحمل الفكر المتطرف.

وأكد هلال أن هذه الأفلام وغياب الرقابة عليها مسئولة عن إنتشار التحرش بين الأطفال فى المدارس، مشدداً على ضرورة أن يكون لنا إنتاج خاص من أفلام الكارتون، وعدم الإعتماد على الغرب الذين يغزونا ثقافياً من خلال هذه الأفلام.

وأكد أن غياب الرقابة مشكلة نواجهها منذ سنوات وتزداد بمرور الوقت، وقال”حذرنا من قبل من غالبية البرامج التى تقدم للأطفال أو يستغل فيها الأطفال بشكل غير ملائم لمفاهيم التربية المنضبطة”.

وطالب هلال الجهات الرقابية بمراجعة كل الأعمال التى تعرض للأطفال وأن تدرس المفاهيم والأفكار التى تقدم من خلالها، والأهم أن نسعى لتكوين قناة برامج أطفال مصرية لتقف فى مواجهة هذا الطوفان الغريب من الأفكار.

ويقول الدكتور محمد الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة،لمحررة اخبار مصر- إن أفلام الكارتون تحتوي على الكثير من مشاهد العنف والعدوانية،والتى تؤثر سلبا علي الطفل،وقد اتضح ذلك فى زيادة نسبة العنف فى المدارس، موضحا أن الطفل لديه استعداد لاستقبال كل ما حوله،سواء كان سلبيا أو إيجابيا، فعرض مشاهد الصراع في أفلام الكرتون أو ظهور فكرة شجار أميرين علي الأميرة الجميلة مثلا تولد شعورا بالعنف لدي الطفل،على أنه سلوك عادي.

وأضاف أن أغلب أفلام الكارتون وبرامج الأطفال التي تعرض على النايل سات أجنبية يتم ترجمتها الى العربية دون “تمصير”،وهذا يشير الى وجود مخطط غربى لبث الأفكار الفوضوية إلى أذهان أطفال العرب، مؤكدا أن هذه القنوات ترسخ في أذهان الأطفال استحداث الجريمة والعنف،خاصة أن شخصية الإنسان تتشكل في مرحلة الطفولة،ومن الصعب تغييرها.

وأكد الدكتور الحديدى أن العديد من القنوات والبرامج المخصصة للأطفال بالفعل،تعرض أشياء جديدة على عين الطفل المصرى، فنجد البطل يُقبل البطلة مثلا ومشاهد أخرى لا يجب أن يشاهدها طفل لأنه بالطبع سيحاول تجربتها دون تفكير أو استيعاب.

وأوضح أن هذه البرامج تحاول بث معتقدات غريبة في أذهان الأطفال، كما تزيد من النزعة السلبية عندهم، حيث يتقبل الطفل ما تعرضه البرامج دون أن يكون له رد فعل او رأى تجاه ما يشاهده ، مؤكدا أن هذه البرامج سوف تنشئ جيلا من الأطفال ليس لديه وعي بتاريخ بلده، فغالبية أفلام الكارتون التي تعرض على قنوات هى أجنبية مترجمة، وهو ما يختلف تمامًا مع الثقافة المصرية والعربية بشكل عام.

برامج تدمر اللهجة المصرية
وأضاف أستاذ الطب النفسى أن قنوات الأطفال أصبحت تتجاهل قيم المجتمع، وتعمل على زيادة نسبة الفساد، وهو ما يترجم الآن في المدارس، بالاضافة الى أن أفلام الكارتون،التى تعرض للاطفال باللهجة الخليجية، تعني ضرب اللهجة المصرية في مقتل، مطالبا وسائل الإعلام المصرية بالانتباه لتلك الكارثة، وتأليف سلسلة أفلام كرتون باللغة المصرية، مثل بكار وغيره، من النماذج التي تحوي الكثير من القيم المصرية الأصيلة.

وأشار الى أن الإيحاءات الجنسية لا تقتصر فقط على أفلام كارتون، فالعديد من المسلسلات والأفلام تحتوى على إيحاءات جنسية أكثر تأثيراً من أفلام الكارتون خاصة أنها تضم أشخاص حقيقية وليست كارتونية، موضحا أن الطفل يتعلم بالقدوة والمثال و يكتسب من خلال ذلك القيم و الأخلاق و مهارات التعلم.

وحذر من خطورة هذه الأفلام على الأطفال التى تعرضهم لثقافات مخالفة لثقافتنا العربية وينتج عن ذلك قيامهم بأعمال لا تتناسب و براءة الطفولة كالقتل و العنف و”الاعتداء الجنسى”، وطالب بالرقابة على هذه الصناعة ومنع المحتوى السىء منها وتوعية الطفل بهذه المشاهد غير الأخلاقية.

للرد على استفسارتكم يمكنكم التواصل معنا على الارقام التالية: - 
( 22914419 - 01061555586 - 01098564819 ) 022


او عن طريق البريد الالكتروني
dr.halahammad.bcc@gmail.com


الكارتون..من أهم وسائل التسلية والترفيه لدى الطفل، وتعد مشاهدته مثل مكافأة للطفل يوميا من الأم والأب ،ولكنه الآن أصبح كارثة تهدد مستقبل فكر ووجدان الأطفال ، لما يحتويه من مشاهد عنف وتلميحات إباحية …
EGYNEWS.NET

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

7 نصائح لـ دينا الشربيني بعد انفصالها عن عمرو دياب: "اهتمي بمظهرك"

🌷🌷 مقال للدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للاطفال والمراهقين والعلاقات الاسرية العنوان : 7 نصائح لـ دينا الشربيني بعد انفصالها عن عمر...