الاثنين، 16 مايو 2016

مرات الأب وزوج الأم".. قَريب أم "غريب فى بيتنا د.هالة حماد




‫#‏مقال‬ للدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي
في مصر اليوم / اليوم السابع 
بعنوان "مرات الأب وزوج الأم".. قَريب أم "غريب فى بيتنا" 
--------------------------------------------------------



"مرات الأب وزوج الأم".. قَريب أم "غريب فى بيتنا" حكايات من قلب البيوت المصرية.. ميرفت: اتطلقت من جوزى عشان خايفة على بناتى.. وإيناس: بخاف من بنت جوزى.. ونصائح للى هيتجوزوا تانى عشان ماتظلموش عيالكوا .

زوجة الأب أو زوج الأم، عدو الأبناء الأول من يخطف والديهم من أحضانهم ليوقع بينهم، مدمر الأسرة والمتسبب فى صراعات البيت ومشاكل الأبناء المستمرة، هذا هو الانطباع الأول الذى يؤخذ عن زوجة الأب أو زوج الأم يضعهم المجتمع فى قالب نمطى لا يتغير حتى فى أفلام السينما والمسلسلات العربية، دور الشر غير قابل للتعديل، دور زوجة أبو سندريلا الشرسة التى جعلت من الفتاة الجميلة خادمة لطلباتها وطلبات بناتها، فكانت دائمًا ما توقع بينها وبين والدها قبل أن يتوفى ويتركها وحيدة فى الحياة بلا سند.

هل زوجة الأب وزوج الأم أشرار دائمًا، ينصبون المكائد والمصائب للأبناء؟ أم أن الأبناء يأخذون موقفا عدائيا مسبقا منهم؟ أم أن المذنب هو الأب والأم أنفسهم لأنهم سمحوا بدخول شخص غريب فى حياة أبنائهم؟ تضاربت الإجابات فى مختلف الحالات لتجد زوجة الأب مرات تظهر بدور المربية ومنقذة الأطفال الصغار من الضياع والفشل وتجمع شمل الأسرة، ومرات تظهر بدور خرابة البيوت سارقة الأب و"أمنا الغولة" لأبناء الزوج.

وتجد زوج الأم المغتصب والمتعدى على بنات الزوجة والمعذب للأم وأولادها أحيانًا، وتجده أيضا زوج الأم الحنون صديق الأبناء والسبب فى نشأتهم وتعليمهم وتربيتهم تربية صحيحة فى أحيان أخرى .

من داخل عيادات الطب النفسى وحكايات من عاش التجربة يسرد "اليوم السابع" تفاصيل حقيقية لزوج الأم، وزوجة الأب، ويبقى السؤال الأكثر تأثيرًا فى القصص على اختلافها أين دور الأم أو الأب الأصليين فى مواجهة ما يعيشه الأبناء مع "الأهل على ورق".

قصة من ضمن عشرات القصص لامرأة مصرية أحبت رجلاً فى الوقت الضائع "إيناس" مهندسة تزوجت من رجل لديه طفلة فى الصف الخامس الابتدائى، عانت كثيرًا حتى يوافق أهلها عليه فدفع الكثير فى طلبات الزواج من شبكة ومهر ومؤخر، ظلت الطفلة مع والدتها بعيدًا عن والدها يلتقى بها فى أحد النوادى والحدائق العامة بعيدًا عن المنزل لتروى إيناس "أنا شارطة عليه أن البنت متجيش عندى وبتغاظ أوى فى اليوم اللى بيروح يشوفها فيه لدرجة إنى ساعات بعيط لأنها حلقة الوصل اللى تخليه يرجع لزوجته الأولى، ورغم أنى واثقة فى جوزى اللى دفع كتير عشان يتجوزنى، وكاتب مؤخر كبير إلا أنى بغير لما مراته الأولى بتكلموا عشان طلبات البنت".

أما "سارة" الزوجة الثالثة لرجل لديه 4 فتيات توفيت والدتهن، تزوج مرتين قبل زواجه بها، الأولى أنجبت 3 بنات وتوفيت، والثانية أنجبت بنت وتوفيت أيضا أثناء ولادتها، احتاج الأب لامرأة فى البيت ترعى وتهتم بالبنات فلم يجد أنسب من سارة مطلقة بسبب عدم الإنجاب وتعليمها متوسط، تزوجته لتجد السند، عاشت مع بنات الزوج فى بيت واحد، لم يتقبلها البنات وظلوا يتعاملون معها على أنها خادمة لطلباتهم، رزقت ببنتين وأصبح الأخوة بينهم علاقة ود وحب متبادلة رغم كرههن زوجة الأب، وأكدت سارة قائلة "أنا أدركت الدور اللى مطلوب منى وعارفة إنى اتجوزت عشان أخدمهم ورضيت بهذا الدور مقابل العيشة والاسم متجوزة، البنات عاملونى بطريقة سيئة، بس أنا كنت عزراهم، دلوقتى الدنيا بقت أحسن وخلاص كل واحدة اتجوزت وعايشة فى بيتها مش باقى غير بناتى الصغيرين".

أحمد زوج لأم لديها ولدان كان متزوجًا وأنجب بنتا توفيت والدتها فلم يجد أنسب من أخت زوجته ليتزوجها فهى أرملة ولديها أبناء، لتربى ابنته ويعول هو أبناؤها، عاش الجميع فى بيت واحد راعى فيه الزوج الأولاد جميعهم ولم يبخل عليهم بشئ وأحبه الأولاد لحسن خلقه وطيب معاملته لهم ليقول أحمد راعيت ربنا فى تربيتهم وبحاول أعوض حنان الأب اللى اتحرموا منه وفى الآخر عند ربنا، على الرغم من عدم تقبلهم ليا فى الأول بحكم أنهم أولاد وبيغيروا على أمهم بس أنا كنت مقدرهم وحاولت أستوعبهم".

عبدالله زوج أم لديها ثلاث بنات توفى والدهم وكانت بحاجة لرجل يحميهم من المجتمع ويقف بجانبهم، تزوجته فى بيتها ولكن بعدها أدركت حجم المعاناة فقد كان زوجها سليط اللسان وسيئ الخلق، فقد كان دائماً يضرب البنات ويهينهن بألفاظ بذيئة ويجلس فى البيت باستمرار ليقوموا بخدمته حتى اضطرت إلى الطلاق منه خوفاً على بناتها، وتحكى "ميرفت محمود " الأم التى وقعت فى كارثة زوج الأم الذى يسىء معاملة بناتها: ده كان راجل صعب أوى وأنا مش حيلتى غير بناتى، لم يراعى أنهم بنات ويفضل الجلوس وسط البيت بملابس داخلية وخفت على بناتى منه وكنت بصرف عليه كمان، بس الحمد لله ربنا خلصنى منه على خير. فزوج الأم فى هذه الحالة مثال سيئ لم يراعى الأبناء ولا الزوجة واستغلهم لخدمته.

فالحاجة فاطمة بنت الريف التى لا تنجب طلبت من زوجها أن يتزوج لينجب ويكون له ذرية من صلبه، وليس ذلك فحسب بل ساعدته فى اختيار العروس وعاشت معها فى بيت واحد، وأنجبت الزوجة الثانية 3 أولاد وبنتين جميعهم كانوا يعاملون الحاجة فاطمة "زوجة الأب الأولى " على أنها أم البيت كله يكنون لها الاحترام والتقدير ينادونها جميعا "أما" لم تكن زوجة الأب الشرسة التى تنصب المكائد للأبناء بل عطفت بحنانها العارم على الجميع وكانت الصديقة والأخت الكبرى للزوجة الثانية ساعدتها فى تربية الأبناء وتعليمهم ووقفت بجانبهم بعقلها ورزانتها فى مواجهة مشاكل الأبناء رغم أميتها حتى أصبحوا رجالا ونساءً نافعين للمجتمع .

هذه الحالات عانى فيها كل الأطراف سواء الأم أو الأب من جهة أو الزوج والزوجة من جهة أخرى أو الأبناء من جهة ثالثة، لا نبحث عن الأسباب التى أدت بهم إلى الزواج مرة أخرى، فالأسباب متعددة والظروف مختلفة، فقرار أن تصبح المرأة زوجة لأب أو يصبح الرجل زوج لأم ليست سهل على صاحبه فقد تكون حواء لجأت لهذا لتظل مع حبها أو بحثًا عن السند والستر أو حتى الإعالة والتخلص من وصمات المجتمع، وقد يلجأ الرجل ليصبح زوج لأم عطفا منه عليهم ليرعاهم ويحميهم من المجتمع، فليس فى كل الحالات زوجة الأب أو زوج الأم أشرار، كل منهما له أسبابه الذى جعله يتحمل تلك الوصمة التى يفرضها عليه المجتمع وذلك الطبع والشكل النمطى الشرس لهم، ولكن الأهم هو كيفية التعامل بصورة صحيحة فى هذه الحالات إذا ما كنت أحد أطراف تلك الحلقة.

قالت الدكتورة أسماء عبد العظيم أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، إن الأبناء هم من يعانون فى هذه الحالات سواء كان الطرفان مخلصان أو لا ، فالانفصال بين الأب والأم وما قبله من صراعات وظروف جميعها تدفع الأبناء إلى اضطراب وعدم توافق نفسى ومجتمعى، وذلك نتيجة مشاعر نقص الحنان وإحساسه بالخجل من أقرانه ورفضه للمجتمع قد يحوله إلى شخص انطوائى أو عدوانى، وتشير إلى أن زواج الأب أو الأم قد يزيد من مضاعفات عدم التوافق النفسى الذى يعانى منها الابن لتصل على حد اضطرابات النوم والأكل وتأخر التحصيل الدراسى والانعزال عن المجتمع والعدوانية المفرطة فى بعض الأحيان والعديد من الأمراض النفسية قد تصل إلى التبول اللاإرادى للأبناء البالغين.

تقدم الدكتورة أسماء بعض النصائح للأم التى تريد الزواج ولديها أبناء أهمها:
- التمهيد للأبناء قبل الزواج وقبل الإقبال عليه، بأن الأم بحاجة للأمان والمال ومسئول للمنزل يشاركها الحياة وأمورها الصعبة حتى يظهر الطرف الآخر كالمنقذ والحامى للأسرة.

- يفضل اختيار الوقت المناسب للزواج والإقبال عليه، فالزواج عندما يكون الأطفال فى سن صغيرة هو الأفضل والابتعاد عن الزواج فى سن مراهقة الأبناء "سن الإعدادى والثانوى"، فالأبناء فى هذه السن قد تصيبهم "عقدة أوديب" لتزيد غيرتهم على أمهاتهم وتجعلهم يرغبون فى التخلص من الزوج.

- تقرب المسافات بينهم وتعريف الزوج باهتمامات الأبناء واستمالة كل طرف للآخر وتوضيح مميزاته.
- محاولة امتصاص غضبهم والاهتمام الزائد بهم فقد يصبحون أكثر حساسية من قبل.
- وقبل كل ذلك حسن اختيار الزوج المناسب كى لا تكررى نفس الأخطاء .

- إذا كان لديك بنات عليكِ أن تكونى حذرة جدا، والاستماع لهن باستمرار، ووضع حدود لهن مع الزوج فقد تتحول العلاقة بينهم ما علاقة حب فهو فى نظرها ليس والدها أو تعدى من قبل الزوج على الابنة.

قد يكون للأبناء موقف عدائى مسبق من زوجة الأب ظناً منهم أنها سوف تأخد مكان والدتهم، لذا يجب على الزوجة أن تتبع أسلوبا مختلفا لتغيير هذه الصورة وإقامة علاقة طيبة مع أبناء الزوج خاصة إذا حكمت الظروف أن يعيش الكل فى نفس المنزل، ومن بين النصائح التى تقدمها الدكتورة أسماء لزوجة الأب هى:
- تحمل العبء وتقبل فكرة الرفض من أبناء الزوج واستيعاب مشاعر الرفض وعدم التقبل وعدم الطاعة والتى تصل إلى الصراخ فى بعض الأحيان

- تجنب توصيل المشاعر السيئة التى تقابلها من الأبناء للأب فهذا كفيل بزيادة الفجوة بينها وبينهم فكل ما عليها امتصاص غضب الأبناء

- الاهتمام بمواهب الأبناء ومحاولة مشاركتهم والتعبير عن مشاعر الحب تجاههم.
- حسن معاملة الأب والحد من الخناقات الزوجية والمشاكل العائلية داخل المنزل.
- الوقوف فى صفهم وبجانبهم إذا ما اختلف الأب معهم فى أحد الأمور الشخصية ليشعروا بالمساندة لهم وقت الحاجة.

- تجنب الحديث عن أم الأولاد بالسوء أمام الأبناء ، حتى لا تدخل الزوجة فى صراع معهم
- إذا أصبحت أما ورزقتِ بأطفال لا تفرقى فى المعاملة بين أبنائك وأبناء الزوج وكونى أما للجميع حتى لا تخلقى المشاحنات بين الأخوات
- محاولة إقامة علاقة طيبة مع الزوجة الأولى " أم أبناء الزوج " حتى تكسبى ثقة وحب الأبناء.

وتقدم الدكتورة هالة حماد استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين مجموعة من النصائح للأب المقبل على الزواج ولديه أبناء وتقول "الأب المقبل على الزواج مدعوم من المجتمع بالعديد من المبررات والأسباب التى تشجعه على تلك اتخاذ تلك الخطوة، وقد يكون أيضا أبناؤه من الذكور هم من يشجعونه على ذلك" ولكن تجد دائماً الفتيات أكثر غيرة على آبائهم.

- التحضير النفسى للأبناء حتى لا تصبح صدمة لهم وتأتى بالعديد من الكوارث.
- الخروج والتنزه مع الطرف الآخر قبل خطوة الجواز لكسر الحواجز وتقريب المسافات بين الزوجة الجديدة والأبناء.

- عدم استقطاب الزوجة الجديدة أمام الأبناء حتى لا تولد مشاعر الحقد والغيرة .
- الاستماع والحديث بتفاهم مع الأبناء عند الشكوى من الزوجة وحل المشاكل بدون صراخ.
- على الأب أن يقرب ما بين أبنائه وزوجته وحث الزوجة أن تتعامل مع الأبناء برفق .
تهادوا تحابوا.. وما تلعبش دور الأب.. واحترم خصوصيتهم

أكدت الدكتورة هالة حماد أنه ليس من الضرورى أن يكون شكل زوج الأم هو الشكل الذى تصدره الأفلام والمسلسلات وهو المغتصب والناهب لثروات الأبناء، ولكنه قد يوضع فى قالب عدائى بسبب غيرة الأبناء على والدتهم، لذا تجد على عاتقه حمل كبير لمحو هذه الصورة من ذهن الأبناء ويتطلب ذلك مجهودا قد يأخذ الكثير من الوقت وبعض الأمور الأخرى من أهمها:

- تقديم الهدايا والكلمات الرقيقة للأبناء التى تدعو إلى الحب والود وإنشاء علاقة طيبة
- البعد عن أخذ دور الأب وتبنى مسؤولية النصيحة والتربية خصوصا مع الأولاد الأكبر سنا .
- عدم التفرقة فى معاملة أبناء الزوجة والأبناء الأصليين حتى لا تزيد المشاحنات بين الأبناء وبعضهم البعض .
- إقامة علاقة طيبة وسوية مع والد الأولاد تسمع بزيارة الأب لأبنائه داخل البيت لرؤيتهم
- احترام خصوصية الأبناء خاصة إذا كانوا بنات ووضع حدود للعلاقة بينهم

للرد على استفسارتكم يمكنكم التواصل معنا على الارقام التالية: -
( 22914419 - 01061555586 - 01098564819 ) 022

او عن طريق البريد الالكتروني
dr.halahammad.bcc@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

7 نصائح لـ دينا الشربيني بعد انفصالها عن عمرو دياب: "اهتمي بمظهرك"

🌷🌷 مقال للدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للاطفال والمراهقين والعلاقات الاسرية العنوان : 7 نصائح لـ دينا الشربيني بعد انفصالها عن عمر...